أرتدي شيئاً يقيني برد العاصمة وأخرج بسيارتي إلى وجهة مُبهمة
أسير باتجاه الطُرق الغير مُزدحمة
وأختار شيئاً من الطرب الأصيل الذي تتجلّى فيه جمالية الكلمة مع اللحن
أجوب الشوارع وأهمس للطرُقات وأتسامر معها ومع هواجيسي
أسرح بخيالاتي إلى مداً بعيد لا يُمكن أن يصله أحد
أبتسم في منتصف سيناريو كنت قد صنعته بخيالي لنفسي
وقد أعبرّ بصوت مسموع في سيناريو آخر ,
أبني آمالاً جديدة غير تلك العتيقة التي حطّمتها مجاديفها الأيام وآلمتها الظروف والمواقف ,
في كل مرة ينتهي خيال أبدأ بخيال جديد
أحاول أن أبتسم رُغماً عن الحُرقة
رُغماً عن كل عقبات الحياة ورُغماً عن كل شيء لا أستطيعه
أُحاول تناسي كل الأشياء التي لا أستطيع تناسيها وإن عجزت ..
أظل هكذا ولا أُلقي بالاً للوقت , أحاول تجاهل عقارب ساعتي
أُغنّي مع كلمات الأغنية التي تروقني وأعيد اللحن الذي يُعجِبـُني
أحاول في لحظاتي هذه و أنا في سيارتي أن أعيش لحظات مُنعزلة
أحاول أن أُوقِف كل لحظة تفكير في الغد ,
أرغب بالخروج من روتين يومي بشيء يُبعثر كل هذه الأشياء بداخلي
حتى وإن لزِم الأمر شيئاً من الدموع الهتّـانة على ذلك الخد العجوز فلستُ أُمانع ذلك
وإن غضِب الكبرياء أُطيل على صوت الأغنية وأُغمِض عيناي ولا أُبالي .
أستمر في حالتي هذه ساعة أو مايُقاربها
ربمَ أكثر أو أقل لحين تفريغ كل هذه الثّقال .
ثم أعود وأركُن سيارتي وتنتهي كل هذه اللحظات ,
هذا ما أفعله حينما تقودني الحيرة والمتاهة إلى الأرق والصمت الطويل .